June 5, 2023

كيف نتعايش مع الإحساس بالعجز ؟

عند كل مأساة نحس معها بالتعاطف مع فئة متضررة نشعر في نفس الوقت بضعفنا و قلة حيلتنا تجاه هذه المواقف. ما هو تأثير هاد الإحساس بنا و بتصرفاتنا ؟

كيف نتعايش مع الإحساس بالعجز ؟

كيف نتعايش مع الإحساس بالعجز ؟


عند كل مأساة نحس معها بالتعاطف مع فئة متضررة نشعر في نفس الوقت بضعفنا و قلة حيلتنا تجاه هذه المواقف. هادشي لي وقع اليوم مع تركيا و سوريا و يقع يوميا مع فلسطين و يقع من حين لآخر من أجل شعوب تجمعنا معها الإنسانية. و السؤال هنا ماشي هو ما الذي يمنع تحركنا و لكن ما هو تأثير هاد الإحساس بنا و بتصرفاتنا ؟ كيف نتعايش مع الإحساس بالعجز ؟

Robb Willer عالم إجتماع و النفس الإجتماعية الأمريكي كيقول : "إذا كنت لا تشعر أنه يمكنك تغيير ظروف معينة، فقد يبدو تقبلها هو الشيء الوحيد الذي يجب القيام به" و في هاد الحالة يكون الرد السليم هو معرفة ما في إستطاعة الشخص أن يقوم به بدون الغوص في دائرة العجز. ولكن بإعتبار الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي يلعبون دور المؤنب، فالأغلبية ديال الناس يلجؤون إلى القيام بأضعف الإيمان و هو نشر احساسهم بالتعاطف و قد يكون هذا ما يبرد الغليل  في جوفهم الذي ينهرهم عن عدم القدرة. و في المقابل ناس آخرين يعاتبون كل حالم بقولهم أن نشر صورة التعاطف لن يغير من الأمر شيئا! فيحطم بناء العمل و نرجع إلى صفر العجز.

و في المقابل نجد من يؤكد نظرية فيسبوك :

"سنجاب يموت أمام منزلك أهم في الوقت الحالي من الأشخاص الذين يموتون في إفريقيا"

هادو كيكملو الحياة ديالهم عادي كأن شيئا لم يقع في العالم، تحت شعار كل شاة تعلق من كراوعها. و هذا الأمر هو أيضا يدخل في خانة العجز و لكن من المنظور العاطفي، مثلهم مثل من يقارن كل مأساة بأخرى و يسأل الجميع علاش لم يتضامنو مع فلان و علان ملي كانو تا هما في أزمة.

التعاطف أصبح أيضا مفهوم قومي و تعصبي، فأصبحنا نرى إثنان يتناقشان في الكمنتير على شكون لي البلاد ديالو عونات أكثر و هذا أيضا طريقة للتعبير عن العجز،و المحاولة ديال الإسقاط على مسؤلية البلاد أو الحكام. و في بعض الأحيان، يصبح له مفهوم رأسمالي : فنرى الناس تنشر كم ارسلت لمساعدة اللاجئين من أجل بناء صورة معينة و هناك من يستغل الفرص لبيع منتوج أو تسويق فكرة.


و الحاصول هو أن العجز هو أمر نسبي، في جل الأحيان هو فقط وهم ننصبه أمام أعيننا من أجل تفادي الحركة. و في بعضها الآخر هو إحساس صريح مرتبط بالواقع. و في كلتا الحالتين، يبقى الإحساس المرافق مرتبط بالشخص المعين.

و تبقى الخلاصة : لا يمكن أن نتحكم في الواقع كله و لكن يمكننا التحكم في أنفسنا. و العجز في تغيير الواقع هو أمر عادي يجب تقبله بالتغلب على العجز النفسي.

خلي تعليق